آخر الأخبار

درس أسماء الله الحسنى ـ السنة الثالثة إعدادي

 

الدرس الثاني - مدخل التزكية : أسماء الله الحسنى 


مدخل تمهيدي:

كأن أحد أقاربك كثيرا ما يدعو بقوله (اللهم يا جبار وقهار اغفر لي ذنبي إنك أنت العزيز الحكيم)، فسمعه أحد المصلين بجانبه يوما، فقال له بعد الصلاة إن هذا الدعاء الذين تدعو به غير مستقيم، ويلزمك أن تعيد نظرك فيه، فجاء يطلب منك إن كان بالإمكان أن توضح له مراده بذلك الكلام.
فما الذي يمكن أن تفيده به بخصوص هذه الواقعة؟

هدف الدرس:

التعرف على جملة من أسماء الله الحسنى، وفهم الغاية منها، وأثرها في ترسيخ الإيمان به سبحانه .

نصوص الاسترشاد:

ـ قال الله سبحانه: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ، هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) الحشر 22-24.

ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، إنه وتر يحب الوتر).

رواه ملم في الصحيح/ كتاب الذكر والدعاء 986.

شرح الغريب:

  • ـ القدوس: المنزه عن القبائح ـ المهيمن: الرقيب على الأعمال.
  • ـ العزيز: القوي العظيم ــ الجبار: القاهر ـ المتكبر: المتعالي
  • ـ البارئ: الخالق ـ المصور: خالق الصور
  • ـ أحصاها: حفظها وعمل بمعانيها ـ وتر: فرد

هداية النص:

يرشد النصان إلى بعض أسماء الله الحسنى وجزاء من حفظها وعمل بمعانيها، وهو دخول الجنة.

مباحث الموضوع:

أهمية الإيمان بأسماء الله الحسنى 

 أثر معرفتها في سلوك الفرد والمجتمع

بناء المفهوم:

أسماء الله الحسنى: هي نعوت جلال وكمال ومدح وثناء على الله عز وجل، سمى بها نفسه في كتابه، أو على لسان نبي من أنبيائه، أو استأثر بها في علم الغيب عنده، وسميت حسنى، لأنها اشتملت على صفات الحسن والجمال والكمال.

تحليل محاور الدرس:

المحور الأول: أهمية الإيمان بأسماء الله الحسنى ومراتبه:

الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته، من الإيمان بالله تعالى، وهو الركن الأول من أركان الإيمان، ويكون الإيمان بأسماء الله الحسنى بثلاثة مراتب:
  • الإيمان بالاسم: بأن نثبت لله تعالى من الأسماء، ما ثبت في كتابه العزيز، وصح في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
  • الإيمان بمعناه ودلالته: بأن نؤمن باتصاف الله عز وجل بالمعنى الذي يحمله الاسم.
  • الإيمان بأثره: بأن نؤمن بأثر هذا الاسم على المخلوقات.

أمثلة:

  • الاسم : الرحيم
  • المعنى: متصف بالرحمة
  • الأثر: يرحم عباده

  • الاسم : الرزاق
  • المعنى: يملك الأرزاق
  • الأثر: يرزق كل الكائنات

المحور الثاني: أثر الإيمان بأسماء الله الحسنى على سلوك الفرد والمجتمع:

القصد من الإيمان بأسماء الله الحسنى ليس مجرد حفظها ومعرفتها، بل هو ما يترتب عليه من عمل، ومن له من أثر في ترسيخ الإيمان، وإصلاح للفرد والمجتمع، ومن أهم هذه الثمار والآثار:

في العقيدة:
  • تحقيق التوحيد: لأن من مقتضى الإيمان بأسماء الله الحسنى توحيده بها، قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الآية 11 من سورة الشورى.
  • · تعظيم الله وتمجيده: فأسماؤه الحسنى كلها نعوت مدح وتبجيل وثناء، قال تعالى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) الأعلى الآية 1
  • · الخضوع لله: وذلك بإدراك ألوهيته وربوبيته على خلقه، قال تعالى: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ) الأنعام الآية 18
في العبادة:
  • عبادة الله بها: وذلك من خلال الدعاء والأذكار، قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) الآية 180 الأعراف
  • · العمل بها: وذلك باستحضار معانيها وامتثالها، وتوظيفها في الحياة حسب ما تدل عليه.
في الأخلاق:
  • تمثل الأسماء والاقتداء بها: وهو الاتصاف بمعانيها، قال صلى الله عليه وسلم: (الراحمون يرحمهم الرحمن) رواه الترمذي 1924

خلاصة:

أسماء الله تعالى الحسنى، هي نعوت جلال وكمال وثناء، خص الله تعالى بها نفسه، والمطلوب من المسلم أن يومن بها إيمانا مبنيا على فهم معانيها، وتمثلها في عقيدته وعبادته وسلوكه وأخلاقه.



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -